غزة إلى أين؟ ما مصير القطاع المنكوب؟ تساؤلات لم يرتبط طرحها بالحرب الدائرة الآن، لكنها تطرح منذ عام 2007 عندما بسطت حركة حماس سيطرتها الكاملة على القطاع، إلا أن الجديد ما فعله العدوان الإسرائيلي التدميري هذه المرة، الذي أوقف العالم على قدم واحدة.
لسنا هنا بصدد طرح سيناريوهات لما ستؤول إليه هذه «الحرب المجنونة»، فرغم الدعم الأمريكي المطلق، وحرص عدد من الدول الأوروبية على إظهار المساندة المادية والمعنوية لإسرائيل في حربها على القطاع المحاصر والمنكوب، فإن دول الاتحاد الأوروبي لا تزال عاجزة عن الخروج بموقف موحد من هذه الأزمة المستحكمة، في المقابل فقد توحد الموقف العربي والإسلامي في اصطفاف جديد يدين تل أبيب ويدعو لوقف هذه الحرب، ويحذر من اتساع رقعتها في الإقليم.
التوحد الذي يمكن وصفه بأنه غير مسبوق في الموقف السياسي العربي وصل إلى مستويات كبيرة فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة وبملف عملية السلام والصراع العربي ـ الإسرائيلي، وظهر جلياً الموقف السعودي والمصري والأردني الذي يخوض معركة مع الولايات المتحدة الأمريكية وعواصم القرار والهيئات الدولية لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين وإنقاذ عملية السلام في معركتين على الأقل لا تقل الواحدة منهما أهمية عن الأخرى.
وبالفهم السعودي لأزمة الإقليم الآن، أصبحت الرياض رأس حربة في مواجهة المخاوف التي تطال المنطقة بسبب المغامرة الإسرائيلية في ذبح الفلسطينيين المدنيين، وبهذا الفهم تساند القاهرة وعمان تحركات الرياض في عمق العواصم الدولية لإقناعها بأنها مصطفة في الاتجاه الخاطئ، وأن المعالجة الحقيقية لما يحصل في غزة ولما يمكن أن يحصل مستقبلاً في فلسطين والمنطقة تبدأ من الساحة الفلسطينية، وأن نجاح أي ترتيبات في الإقليم غير ممكن دون حصول التفاتة حقيقية للصراع مع إسرائيل ودون إنجاز عملية سلام قائمة على حل الدولتين، ومنح الفلسطينيين دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا الكلام سمعه بوضوح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكين لدى زيارته الأخيرة للمنطقة، وعند اجتماعه في عمان مع وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وقطر وممثل منظمة التحرير الفلسطينة.
وفي المعسكر العربي والإسلامي تتحرك الدبلوماسية السعودية وإلى جانبها عمان والقاهرة لوقف الحرب على غزة ودفع الولايات المتحدة لوضع عملية السلام مجدداً على السكة، وإذا ما انتهى المشهد بإقامة الدولة الفلسطينية فإن كل مبررات الصراع ستتلاشى ويمكن حينها الحديث عن شرق أوسط جديد أو مغاير.
التحرك السعودي لحماية الفلسطينيين اتخذ خطوات شجاعة وجريئة وهو ينشط لدى عواصم القرار، وها هو تحرك أيضاً على المستويين العربي والإسلامي، بانتظار عقد القمتين العربية والإسلامية الاستثنائيتين، وما زالت الرياض تتمسك بثوابتها وبمواقفها بأن إحلال السلام في المنطقة يتطلب إجبار إسرائيل على القبول بمبادرة السلام العربية لأنها الضامن الوحيد لنزع فتيل الأزمة المفتوحة على كل الاحتمالات السيئة في الأراضي الفلسطينية، وربما المنطقة أيضاً.
ورغم أن الجهود العربية الموحدة لم تحدث أي خرق في الجدار الأمريكي المنحاز لإسرائيل، وباتجاه وقف العدوان على غزة، إلا أن ما سمعه وزير الخارجية الأمريكي من لغة «خشنة» في عمان، وإبلاغه برفض المنظومة العربية لعمليات القتل غير الشرعية وتهجير المدنيين وكل ما يجري في الأراضي الفلسطينية، يمكن أن يؤتي ثماره قريباً، خصوصاً مع وجود خلافات داخل الإدارة الأمريكية حول طريقة التعاطي مع «الجنون الإسرائيلي»، والتسريبات المتداولة بشأن النقاش الأمريكي الإسرائيلي للتوصل إلى «هدنة تكتيكية» ووقف مؤقت لإطلاق النار.
لسنا هنا بصدد طرح سيناريوهات لما ستؤول إليه هذه «الحرب المجنونة»، فرغم الدعم الأمريكي المطلق، وحرص عدد من الدول الأوروبية على إظهار المساندة المادية والمعنوية لإسرائيل في حربها على القطاع المحاصر والمنكوب، فإن دول الاتحاد الأوروبي لا تزال عاجزة عن الخروج بموقف موحد من هذه الأزمة المستحكمة، في المقابل فقد توحد الموقف العربي والإسلامي في اصطفاف جديد يدين تل أبيب ويدعو لوقف هذه الحرب، ويحذر من اتساع رقعتها في الإقليم.
التوحد الذي يمكن وصفه بأنه غير مسبوق في الموقف السياسي العربي وصل إلى مستويات كبيرة فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة وبملف عملية السلام والصراع العربي ـ الإسرائيلي، وظهر جلياً الموقف السعودي والمصري والأردني الذي يخوض معركة مع الولايات المتحدة الأمريكية وعواصم القرار والهيئات الدولية لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين وإنقاذ عملية السلام في معركتين على الأقل لا تقل الواحدة منهما أهمية عن الأخرى.
وبالفهم السعودي لأزمة الإقليم الآن، أصبحت الرياض رأس حربة في مواجهة المخاوف التي تطال المنطقة بسبب المغامرة الإسرائيلية في ذبح الفلسطينيين المدنيين، وبهذا الفهم تساند القاهرة وعمان تحركات الرياض في عمق العواصم الدولية لإقناعها بأنها مصطفة في الاتجاه الخاطئ، وأن المعالجة الحقيقية لما يحصل في غزة ولما يمكن أن يحصل مستقبلاً في فلسطين والمنطقة تبدأ من الساحة الفلسطينية، وأن نجاح أي ترتيبات في الإقليم غير ممكن دون حصول التفاتة حقيقية للصراع مع إسرائيل ودون إنجاز عملية سلام قائمة على حل الدولتين، ومنح الفلسطينيين دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا الكلام سمعه بوضوح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكين لدى زيارته الأخيرة للمنطقة، وعند اجتماعه في عمان مع وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وقطر وممثل منظمة التحرير الفلسطينة.
وفي المعسكر العربي والإسلامي تتحرك الدبلوماسية السعودية وإلى جانبها عمان والقاهرة لوقف الحرب على غزة ودفع الولايات المتحدة لوضع عملية السلام مجدداً على السكة، وإذا ما انتهى المشهد بإقامة الدولة الفلسطينية فإن كل مبررات الصراع ستتلاشى ويمكن حينها الحديث عن شرق أوسط جديد أو مغاير.
التحرك السعودي لحماية الفلسطينيين اتخذ خطوات شجاعة وجريئة وهو ينشط لدى عواصم القرار، وها هو تحرك أيضاً على المستويين العربي والإسلامي، بانتظار عقد القمتين العربية والإسلامية الاستثنائيتين، وما زالت الرياض تتمسك بثوابتها وبمواقفها بأن إحلال السلام في المنطقة يتطلب إجبار إسرائيل على القبول بمبادرة السلام العربية لأنها الضامن الوحيد لنزع فتيل الأزمة المفتوحة على كل الاحتمالات السيئة في الأراضي الفلسطينية، وربما المنطقة أيضاً.
ورغم أن الجهود العربية الموحدة لم تحدث أي خرق في الجدار الأمريكي المنحاز لإسرائيل، وباتجاه وقف العدوان على غزة، إلا أن ما سمعه وزير الخارجية الأمريكي من لغة «خشنة» في عمان، وإبلاغه برفض المنظومة العربية لعمليات القتل غير الشرعية وتهجير المدنيين وكل ما يجري في الأراضي الفلسطينية، يمكن أن يؤتي ثماره قريباً، خصوصاً مع وجود خلافات داخل الإدارة الأمريكية حول طريقة التعاطي مع «الجنون الإسرائيلي»، والتسريبات المتداولة بشأن النقاش الأمريكي الإسرائيلي للتوصل إلى «هدنة تكتيكية» ووقف مؤقت لإطلاق النار.